لقد كان لفساد الأذواق،وانحراف الملكات وتضاؤل الطبع في نفوس العرب الأثر البالغ في ظهور علوم البلاغة،فبعد اتساع الفتوحات الإسلامية،وامتزاج العرب بالشعوب المغلوبة وظهور أثر هذا الامتزاج في الألسنة والطباع،كان من البواعث على تدوين أصول البلاغة العربية لتكون ميزانا سليما توزن به بلاغة الكلام ولتعصم هذه الأصول الأدباء والمتأدبين من الخطأ في الأسلوب والبيان،ويضاف إلى ذلك عامل آخر بعيد الأثر في تدوين البلاغة هو الرغبة في فهم أسرار إعجاز القرآن الكريم، وإقامة الأدلة العلمية على هذا الإعجاز.
والبلاغة ثلاثة علوم:
أ-علم المعاني: أصول وقواعد يعرف بها كيفية مطابقة الكلام لمقتضى الحال بحيث يكون وفق الغرض الذي سيق له.
ب-علم البيان: أصول وقواعد يعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرق يختلف بعضها عن بعض في وضوح الدلالة على نفس ذلك المعنى ولابد ّ من اعتبار لمطابقة مقتضى الحال دائما.
ج-علم البديع: هو علم يعرف به الوجوه والمزايا التي تزيد الكلام حسنا وطلاوة وتكسوه بهاء ً ورونقا ً بعد مطابقته لمقتضى الحال ووضوح دلالته على المراد